الــــزواج
كلمة قليلة في حروفها...... كثيرة في معانيها
تلك الكلمة التي جعلها الله عزوجل من آياته ونعمه فقال تعالى :"ومن آياتيه أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكر ون ."
نعم هي آيه ...تربط بين شخصين.. قلبين ...بل روحين برباط متين وميثاق غليظ.
هكذا كان ... مودة ورحمة , حنانٌ ووفاء , حب واحتواء
بيوت تغشاها السكينة والرحمة ويملئها الرضا والإيمان ...تسمع منها أعذب الجمل وأرق الكلمات ...تفوح منها رائحة الحب والإحترام
نعم ذلك الحب الذي أندثر من بيوتنا وأصبح كأنه سراب لا نستطيع الوصول إليه ....و أمتلات نفوسنا باليأس أن نحصل عليه ....
أخواتي لولا الحب ما استقامت الدنيا،لأن الله سبحانه فطرالإنسان على الحبّ، وخلق له العواطف والأحاسيس.
والحديث عن الحب في الإسلام لا ينضب، فكل موقف في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته يعد قصة حب رومانسية قائمة بذاتها، وتأتي روعة هذه القصص بأنها تنتهي دوما بالنهاية السعيدة علي عكس المتعارف عليه في أشهر قصص الحب والتي تنتهي دائما بالنهاية المأساوية..
وهذا قدوتنا ومعلمنا صلى الله عليه وسلم الذي لم يستَحِ من إعلان حبه لعائشة حين عاد "عمرو بن العاص" منتصرًا من غزوة "ذات السلاسل"، وسأله :" مَن أحب الناس إليك؟"-ظنًا منه أنه سيكون هو- فقال له صلى الله عليه وسلم أمام الناس:" عائشة"! ، فقال عمرو:" إنما أسألك عن الرجال"، فقال صلى الله عليه وسلم مؤكدًا اعتزازه بعائشة: أبوها"، ولم يقُل أبو بكر أو صاحبي...هل رأيتِ رئيس جمهورية أو قائد أُمَّة يعترف بهذا أمام الناس؟؟؟!
إن الأنقياء الذين يُحبون بصدق وطهر لا يخشون البوح به أمام الخَلق!
ثم انظروا للصحابة رضوان الله تعالى عليهم الذين عرفوا ـ من خلال معايشتهم للرسول صلى الله عليه وسلم- تقديره للحب ورغبته في الجمع بين المتحابين والشفقة عليهم، فعملوا على إحياء سنته والسير على دربه ومنهجه،
فهذا عمر بن الخطاب الذي ينخدع البعض فيتهمه بالقسوة، فقد عُرف عنه قوله الرقيق: "لو أدركتُ عُروة وعفراء لجمعتُ بينهما"، وعروة وعفراء كانا مُحبَّين في الجاهلية تفرَّقا ولم يتزوجا، فعمر الذي يتجنب الشيطان سبيله، يرقّ لقصة حبيبين، ويعالجهما بدواء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الزواج.
حتى أن زوجاته يصفنه بأنه كان إذا دخل بيته تحول إلى طفل صغير، من شدة رفقِه، ومعاملته الحسنة لأهله!
هذا غيض من فيض يا أخوات ...وإذا بدأنا في الحديث عن الحب في الإسلام فلن تكفينا صفحات وصفحات ولكني فقط أقتصرت على هذه النماذج البسيطة .
أما الآن فأصبح الحال غير الحال ....وانقلبت الصورة واختلت الموازين
وإذا نظرت من حولك رأيت بيوتا قد هجرها الحب وعششت فيها القسوة وانبعثت منها رائحة الكره والبغض وصدق فيها أقوال بعض الجهلاء حينما قالوا ( أن الزواج مقبرة الحب ) وأنه بمجرد أن يتم الزواج ينتهي ويموت الحب
فهذا يضرب زوجته ...,هذا يوبخها ويسبها بأبشع الألفاظ والنعوت ...بل وقد تجدي آخر يقتل زوجته ..إلى هذا الحد وصل حال بيوت المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله
وإذا بحثت عن الأسباب وجدتها كثيرة وأولها البعد عن الله عزوجل وعدم الفهم الصحيح للزواج
أسلوبنا في التعريف بالزواج ووبالواجبات والحقو ق و ومفسدات الزواج وغيره.
ولما كانت السعادة لا تتحق بالكلام والمعرفة فقط ...وإنما بالعمل والسعي الجاد لتحقيقها
فحسب مجتمعاتنا العربية إن الزوجة هي الدينامو المحرك للحياة الزوجية وهي كذلك السبب وراء بحث الزوج عن أخرى،فهي التي تستطيع أن تحافظ على زوجها وسعادتها اذا حافظت على شكلها وأنوثتها وجاذبيتها المتجددة والمتغيرة دوما