50 تمرين لتقويه تركيزك

لقد تطرق الأستاذ عبد الرشيد الى موضوع التركيز و التخيل عبر صفجات المنتدى، فأحببت أن أساير تياره من خلال هذه السلسلة التي اخترت لها عنوان " 50 تمرين لقوية تركيزك " و ستكون البداية مع تمارين للأطفال، نسأل الله التوفيق و السداد.


1- "تمرين التركيز المتصاعد"

كثيرا ما يلاحظ عند الشباب أثناء أعمالهم الدراسية ما يلي : نقص التركيز، العمل بطريقة بطيئة-كأن أرجلهم على المكبح - يأخذون وقتاً كبيراً في أداء أعمال قد تتطلب أقل بكثير من ذلك الزمن لو أنهم ركزوا و انتبهوا.

سوف نرى كيف يمكننا مساعدة مثل هذه الحالات على تغيير عاداتها في العمل و النشاط بطريقة فيها تركيز اكبر و بالتالي نؤدي أنشطتنا بشكل أسرع و أكثر إنتاجا .

* عود نفسك التركيز أثاء العمل:

اعلم أن عادة الفعل تنمو و تتطور بتكرار ذلك الفعل، و كأي عادة أخرى، فإن عادة العمل مع التركيز ستنمو كذلك بالتطبيق و التكرار المتدرج لطريقة العمل نفسها. فالتركيز – و لله الحمد- مهارات تتعلم و تكتسب كسائر المهارات إذا ما وجد العزم لذلك. ومن اجل مساعدة الطفل على اكتساب مهارة جديدة بالنسبة إليه، لا بد من اتخاذ أسلوب التدرج و المرونة في سبيل ذلك.

* التركيز المتصاعد


الطريقة المقترحة هي " الحصص الدراسية أو النشاط الذهني مع التركيز المتصاعد"
و القصد من هذا الكلام أن نساعد الطفل على أداء نشاط ذهني كالحفظ أو المذاكرة على فترات قصيرة جداً لمدة دقيقة 1 أو دقيقتين 2، يحفظ فيها الطفل أو يذاكر بحيث يكون تركيزه في أقصى مداه، و يتجنب التفكير في أي شيء آخر كاللعب أو الحلم، أو القيام بأي حركة كرفع الرأس أو النظر جانباً... الخ و لمدة لا تتجاوز الدقيقتين" 2" . بعدها يتوقف الطفل لمدة دقيقة ثم يستمر من جديد في " تركيز متصاعد " آخر، و هكذا..

و كلما طور الطفل عادته (انتبه إلى كلمة عادة) الجديدة في العمل أو الدراسة أو الحفظ، كلما زدنا في مدة "التركيز المتصاعد" بطريقة تدريجية (دقيقة، فدقيقة).

المفيد في هذا التمرين ، هو أن دقيقتين 2 في 10 مرات تساوي 20 دقيقة من النشاط الذهني مع التركيز . و إذا علمنا أن فترة تمرين "التركيز المتصاعد" قصيرة جداً، فلن يجد الطفل صعوبة في حمل نفسه على الالتزام بهذا الواجب لأنه لن يجبن أمام دقيقة أو دقيقتين من التركيز بينما قد يحدث العكس لو عرضنا عليه 20 دقيقة من العمل المتواصل!. فالتدرج و المرحلية هما الطريق إلى التمكن..
و اعلم أن مدة التركيز الفعلي للطفل تعادل سنه، أي من كان عمره 7 سنوات فقدرة تركيزه الفعلي هي7 +-2 ديقية, ليكن الهدف من التدريبات بدايةالوصول الى هذه الحدود ثم نزيد بقدر ما نلاحظ من تطور.

تذكر


[color="red"التخلي (عن عادة سيئة) + التحلي (بعادة جديدة) = التجلي (نجاح و انجاز)[/color]


* خطوة بعد خطوة..

إن تشجيع الطفل على العمل بهذه الطريقة، يجعله
-أولا- يتم واجباته بسرعة في الليلة نفسها، و هو أمر مربح له ( فيه وقت اكبر للراحة و المتعة ) .

ثانياً، سوف يقدر السعادة و الشعور بالانجاز الشخصي الذين حققهما له التركيز و إتمام الواجب اليومي.

ثالثاً، سيكتسب عادة التركيز أثناء العمل و ما اعظمها من عادة.

و رابعاً، كلما تبنى هذه الحالة الجديدة كلما ازداد تركيزاً و فعالية ليس في الجانب المدرسي فحسب، بل حتى في باقي نشاطاته . (التركيز يزيد في التركيز ) و قد نتعجب للسرعة و السهولة التي يكتسب بهما الطفل هذه المهارة .
الآن.. الى العمل و التطبيق في انتظار التمكارين اللاحقة


الآن الى التمرين الثاني للصغر و الكبار


"الخيال المتولد المدهش" لمساعدة الطفل في تنمية و تطوير تركيزه

لنقترح الآن تمرينا آخر بسيطا لكن أثره قوي ،
نقوم به مع الطفل أو نعلمه إياه
لنساعده في تنمية قدراته على التركيز


تمرين2 : الخيال المتولد المدهش

الهدف : تنمية التركيز عند الطفل بصفة جادة بالتخيل الداخلي

الوصف: يدوم التمرين بعض الدقائق يمكن عدها، في جماعة أو منفرداً.

بينمنا يغمض الجميع أعينهم مدة التمرين، نتخيل و نرى بوضوح
و بشكل مميٍز ، مع وصفنا لصور نركبها في دماغنا ، و كذلك لصورٍ
يقترحها المشاركون على بعضهم البعض.

اترك الصور تصعد.. و تخرج من أعمق أعماق الدماغ: الممكنة و المستحيلة،
الرائعة و المخيفة، المضحكة و المقرفة، الجميلة و القبيحة، الغبية و ...

الهدف ليس ترشيح الصور أو تمييز حسنها من قبيحها لإنشاء
قصة جميلة، و إنما الهدف هو تنمية التركيز بالانتباه المدعم
والمرافق لمخيلتي ، عن طريق التصور الداخلي، و هذا مهما كان
مضمون تلك المخيلة.

من الضروري أن لا نصدر أحكاما أو تقييماً لدواتنا و لا لخيالنا،
بل تترك الخيال يتدفق و ينمي رؤيتنا الداخلية مع تمتعنا بما
قد نتخيله بداخل دماغنا.

إن للنجاح الدراسي و التفوق في شتى ميادين الحياة علاقة شديدة
بقدرتنا على الإبصار الداخلي فهو وسيلة رائعة ..

مثلا أن تستخدم الخيال أثناء الدراسة
و المذاكرة طريقة ممتازة لأداء هذا العمل
بشكل فعال و ممتع.

إن الخيال المدهش، إضافة إلى انه ينمني تركيزنا في
كل الميادين و يزيد في تطوير قدراتنا على التصور الداخلي،
فإنه يسمح بمتابعة تدفق الأفكار كما يعلمنا الإنصات
الجيد و معرفة الذات.

كذلك، فإن صيد الصور و الكلمات المتصاعدة تلقائياً
يدعم قدرتنا على التعبير ويزيد
من مرونتها و يثري لغتنا، و هو أمر مفيد جداً
في دروس اللغة كتركيب
الجمل و المحادثة (الثروة اللغوية و البصرية).

كذلك، سننتبه من خلال التطبيق لهذا التمرين،
أننا نشعر بأحاسيس
مختلفة باختلاف الأفكار الواردة من الخيال
وانه بإمكاننا التأثير في
طبيعة أفكارنا و بالتالي في مشاعرنا نفسها.

مثال تطبيقي لما قد نجنيه بتطبيق هذا التمرين:


يقول الأب: دودة طولها 30 متراً تزحف أمام البيت

الطفل: إنها تبلع السياج النباتي الذي يحيط بالبيت

الأب: إنها تكبر.. تكبر ..!!

الطفل: و الآن بدأت تطير و ترتفع عن سطح الأرض..
و كأنها بالون هواء. يجب أن نسرع كي نلحق بها و نركب ظهرها يا أبي

الأب: إننا نركب.. نركب.. إننا لا نخاف.. ننظر إلى الأرض من تحتنا..
الى الوديان و الغابات .. آآه

الطفل: الجو رائع.. و ما أجمل هذه الرحلة.. انظر أبي نحن نغوص في السحب البيضاء

الأب: بدأت الدودة في النزول من جديد.. و هاهي تحط على ضفاف نهر ماؤه كلون الورد.

الطفل: رائحة الماء .. :إنها رائحة .

الأب: الدودة تمضغ العلك و تصنع بالوناً ضخماً..

الطفل: الكرة وردية اللون ...ندخلها الآن

الأب : إنها تطير و نحن بداخلها! إننا نسبح في الهواء فوق قريتنا. إننا ننظر إلى بيتنا.
لكن فوق سطحه شعر ونوافذه هي عينيه و الفم بابه..

الطفل: البيت يمضغ العلك كذلك.. الخ
طبعا.. كان بإمكان تخيل ما لانهاية من الصور .. المهم هو رؤيتها



- يمارس التمرين مع التنويع في استدعاء الصور و الأصوات و الأحاسيس ،

تمارين أخرى مثل : التصور مع الرسم (العينان مغمضتان و احدنا
يصف للآخر شكلا أو حادثاً بسيطاً نراه في مخيلتنا ثم نفتح أعيننا
و نشرع في رسم الشكل – لا يهم جمال الرسم-)

•"التصور الايجابي" (و هو أن نتخيل و نرى الأشياء
أو الأحداث الجميلة فقط .. )